( يسألون .. لماذا؟؟ ......)
ويسألون لماذا؟ ..
وأنا بشر من حمأ مسنون
من لازب سموه الطين
لماذا
أسافر دوما بحثا عن مرسي أو مينا
كي ترسوا عليه سفائن همي وجنوني
سفائن لا تحمل عاقل أبدا أبدا
أو عاقر أبدا
بل تحمل كل المجانين
لماذا
أريد حطام قيود الدنيا
ينطلق العالم شرقا غربا
يسلك نهرا يسلك دربا
يحمل كل منا فأسا
ليحطم كل الزنازين
لماذا.. تقتربي مني
أداعب في الليل النجمات
و ألامس وجه القمر المصمت
وأحرك فيه الأنات
تبتعدي لا أذكر شيئا
نسياني مثل الباقين
يسألون لماذا
تهواها الي حد العشق البين
و الذوبان البين والسكر البين
تكتب أشعارا
في شفتيها في عينيها في نهديها
و جنونك عن عقلك بين
تهذي أكرهك فلا تأتين
و تفيق فترفع حد الخمر
بل حد ملامسة النهدين
و ملامسة الفكر الأسود
في السماوات وفي الأرضيين
من أنت يا هذا
ملك .. شيطان .. عربيد
ويسألون أطفل كنت
فأقول أنا طفل من طين
يسألون لماذا
تغرس أرضا بالريحان وبالياسمين
تثمر أهات تنهش جسدك
و تلملم منه الباقي
فتلقيه بأحدي زوايا الرفض
في الزاوية يئن حزين
يسألون لماذا غدوت أنا
طواف حانات الحي
لماذا غدوت أنا العربيد
و أداعب غادة ألامس مي
و أحارب كل القوانين
لماذا أريد فراشات الوادي
ذو أجنحة مثني و ثلاث
لا يجذبها الضوء الساطع
تحت تلال الوهم كصفصاف
أسفله شجرة ياسمين
ويسألون لماذا أسافر دوما
عبر محيطات ممنوعة
و أجوب شوارع وحواري
ومشاعر عشق ممنوعة
ادخل في الأوردة ألعطشا
بل أدخل كل الشرايين
لماذا اسقط مطرا في أيلول
بل اهوي حريق الأجساد
علي جسدي
لتذيب جبال الثلج
الكامن بين أنا و ألانتي
وبين الرغبة و بين الدين
لماذا أسافر دوما فيك
ارحل ارحل ارحل
اتكئ علي رغبتك المدفونة
في الذوبان و في التوهان
و لشيء يعتصرك دوما
كي يمليء منك القنينة
عطرا أو بلسم يا سمين
ويظل السفر الدائم طوعا
منك إليك
ملجأ و ملاذ القلب المرهق
من شيء أو من لاشيء
من وهم يشرب منك ومني
ويلفظنا فوق الرياحين
يا مغزى القلب و مغزى الروح
بل مغزى شقاء الجسد المتعب
من حمل جبال المتعة مرغم
في الأصفار و في التكوين
أنا احمل شيء منك إليك
خذي مني الحمل علي اجنحتك
و دعيني أعود كما كنت
طفلا لا يحمل حملا
بل يحمل حلما للباقين
يسألون لماذا
كلماتي مزاهر و خناجر
وكتاب تنبت في صفحاته
رغبات محمومة للشهوة
و تلاقي الأجساد المنتحرة
فوق الأرصفة و في البساتين
لماذا الكلمة عندي نبات
وردي
يثير الرغبة في الممنوع
وفي المقروء وفي المسموع
و يحطم هذا العنكب فيكم
بل يطلق كل الشياطين
فأجبت بأني بني آدم
بشر من حمأ مسنون
من لازب سموه الطين